-->

الامتحان الموحد المحلي لمادة اللغة العربية / دورة يناير 2008

استيقظت كالعادة في الخامسة صباحا...كانت الصلاة والدعاء زادي للآخرة...وتصفح بريدي الإلكتروني والمواقع الإخبارية زادي للدنيا…قرأت رسالتك فشعرت كم أنا سعيد الحظ بك ومعك…قرأت صحائف عالمنا الإسلامية ، فشعرت كم أنا تعيس النفس بهم ومعهم… لا شيء جديد ، صراعات هنا وحروب هناك زفتاوى تبعث على الضحك والبكاء…
السابعة والربع يلفظني المنزل مع دعوات الأم بأن يكون يومي أفضل وأمتع (آه ، نسيت أن أذكر أنها أصرت أن أتناول إفطاري كاملا كالعادة)…وأسرع لأزاحم غيري في طريق فارغة أو تكاد.
الحي يبدو ساكنا إلا من امرأة عجوز تلتفت يمينا وشمالا. واصلت طريقي دون أن أعيرها أدنى اهتمام لأجدها فجأة أمامي تتكلم بصوت مبهم لم أفهم منه شيئا وهي تشير إلى هاتف في يدها.
لا أخفيك للحظات شعرت بالخوف منها…اعتقدت أنها قد تكون مع عصابة تعترض الناس ، وزاد خوفي أنني وحيد وأنني سمعت الكثير من القصص التي تروى عن حيل اللصوص (أستغرب الآن وأنا أدون هذه اللحظات ، هذا الإحساس الذي أصبح يتملكنا كل حين. الخوف من الناس ، والشك في الجميع…هل ساءت علاقاتنا الاجتماعية إلى هذا الحد؟!)…أنتظر جوابك.
ما زالت المرأة تصرخ وتلح علي وتتكلم بلغة قريبة من القلب بعيدة عنن اللسان… وأنا العاجز عن فهمها…حاولت تقديم دريهمات،فرفضت…أعطتني هاتفها وهي تشير إليه فلم يزدنيذالك إلا حيرة وحزنا…شعرت حينها كم انا أمي رغم حديثي بأكثر من لغة…
بعد أكثر من ربع ساعة تركت المرأة يدي وفي عينيها عبارات الاستسلام وبأنه لا فائدة ترجى مني.كلانا واصل طريقه وفي القلب إحساس غامض… ما أصعب الشعور بأنك عاجز عن التواصل مع من هم حولك ؟! أليس غريبا أن نجهل لغتنا؟…
وصلت إلى العمل منهكا نفسيا و إن حاولت إظهار غير ذلك…
(…)
في المساء أخبرني أبي أن صديقه العجوز الذي تركه أبناؤه وحيدا مع زوجته قد نقل هذا الصباح إلى المستشفى بعد أزمة قلبية ، وأن زوجته ظلت تبحث عمن يتصل لها بالمستعجلات ، فلم تجد غير شاب أجنبي لا يفهم شيئا…
نقلا بتصرف عن مدونة وليد المغربي http://walidalmagrabi.blogspirit.com